وإلى جانب الانتكاسات التي طالت مناجم مفتوحة كبيرة حول العالم، أثارت الحوادث المتكررة تحت الأرض قلقا بالغا بشأن قدرة الصناعة على استغلال الرواسب التي تزداد عمقا وتزداد صعوبة من الناحية التقنية.
وقد ارتفعت أسعار النحاس بشكل حاد مؤخرا، مع إعادة تقييم نماذج التوريد في ظل هذه الأزمات.
وخلال أسبوع بورصة لندن للمعادن، انضم كيني إيفز، الرئيس التنفيذي لشركة IXM Holding وأحد أبرز المتداولين في الصناعة، إلى المتفائلين، متوقعا أن تتداول الأسعار بالقرب من مستوى قياسي يبلغ 12000 دولار للطن قبل نهاية العام، وهو الرأي نفسه الذي شاركه نيك سنودون، رئيس أبحاث المعادن في مجموعة ميركوريا للطاقة.
وقال ماكسيمو باتشيكو، رئيس مجلس إدارة شركة كوديلكو، أكبر منتج للنحاس في العالم، في مقابلة يوم الثلاثاء: “شهدنا نقصا في إمدادات النحاس تحديدا بسبب مشاكل استمرارية التشغيل، وفي الوقت نفسه نشهد طلبا قويا للغاية”.
ويتمتع باتشيكو بخبرة عملية عميقة، إذ ما زالت شركته تكافح للتعافي من أسوأ حادث تعدين شهدته تشيلي منذ عقود.
كما شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية اضطرابا كبيرا، حيث تسبب النشاط الزلزالي في فيضانات اجتاحت مجمع كاموا-كاكولا للنحاس، بينما أدى انهيار طيني مميت في إندونيسيا إلى توقف العمل في منجم غراسبيرغ، أحد أكبر مناجم النحاس في العالم.
ويشير خوان إغناسيو غوزمان، رئيس شركة الاستشارات المعدنية GEM، إلى عاملين مشتركين في سلسلة انتكاسات قطاع التعدين هذا العام: صعوبات التكيف مع تغير المناخ، والسعي المفرط لتحقيق أقصى معدلات إنتاج دون توفير احتياطات أمان كافية.
كما حذرت مؤسسة وود ماكنزي من أن الافتراض الأساسي لاضطرابات المناجم السنوية يجب أن يرفع من 5% إلى 6%، وهو ما قد يؤدي إلى إخراج ما يصل إلى 300 ألف طن من النحاس من السوق العالمية.
وتتوقع مورغان ستانلي أن يقل الإنتاج عن الطلب بمقدار 590 ألف طن في العام المقبل، ما سيشكل أكبر عجز في العرض منذ عام 2004، ويؤكد دخول سوق النحاس مرحلة جديدة من التحديات والفرص في آن واحد.