
محمود المفرجي الحسيني
اولا- مقدم البرامج
اذا كان البرنامج حواريا، فان وظيفة مقدم البرنامج هي ان يدير الحوار بصورة مهنية مع اكثر من طرف، وعندما نقول (مهنية)، يعني ان يكون المقدم ممثلا عن لسان حال الشعب او المشاهدين فقط بكافة توجهاتهم، بغض النظر عن توجهه الشخصي.
اما عندما يظهر بعض المقدمين ويطرحون انفسهم كوطنين وقلوبهم محروقة على البلد او حكام بامر الشعب، فانهم حكموا على مهنتهم بالاعدام وتحولوا من مقدمي برامج الى اصحاب اجندة، لانهم حولوا وظيفتهم من ادارة الحوار في مشكلة معينة، الى جزء من المشكلة، وهذا ينافي المهنية جميلة وتفصيلا.
والامر الاخر انهم خرجوا من وظيفتهم ولم يصبحوا ممثلين عن لسان حال الشعب او المشاهدين لانهم اعلنوا انحيازهم لطرف معين واعلنوا العداء للاطراف الاخرى. وهذه اعظم كذبة ان ينطبق عليهم مقدمي برامج.
لكن يمكن القول ان مقدم البرنامج يمكن له ان ينحاز لبلده وقضايا الامة المصيرية فقط ويقف بوجه المخاطر التي يتعرض له، مثل انحيازه لامن بلاده وتعايش شعبه السلمي والقضية الفلسطينية.
وهذه مناسبة ان احيي الزملاء ابراهيم المالكي وحيدر الموسوي وعلي المهنا والمستشار القانوني سالم حواس الساعدي.
ثانيا- المحلل السياسي
على الاغلب، العراق يفتقد الى وجود محللين سياسيين، في ظل وجود مراكز دراسات تحتضن “اشخاص يقال عنهم محللين” تستلم تمويلها من احزاب وكتل وجهات سياسية، فحينها لن يكون المحلل ممثلا عن وجهة نظره انما ممثلا للجهة التي تموله بالاموال والدعم.
ليس من الانصاف ان نساوي مثلا المحلل البارع حمزة مصطفى مع فلان وفلان. مع عدم اخفاء اعجابي بهادي جلو مرعي وصباح زنكنة
ثالثا- الكاتب الصحفي
رأيي الخاص .. ان مفردة الكاتب مفردة كبيرة جدا لا تنطبق الا على الكاتب الذي ينتج بحوث ومؤلفات، اما من يكتبون تحت اسمائهم عناوين براقة “الكاتب الصحفي” لان الصحيفة الفلانية نشرت له مقال فهذا منح صفة ليس في محله، فليس كل من يكتب مقال اصبح كاتبا، لانه في حينه “الاخضر يضيع بسعر اليابس” وتساوى من يكتب مقال في صحيفة ربما مغمورة مع كاتب فنى عمره بالبحث والتأليف.
مثلا هل من المعقول ان نساوي كتاب كبار مثل الموسوعي الكبير صاحب القلم الرشيق رباح ال جعفر او الدكتور طه جزاع او زيد الحلي او العملاق محسن حسين مع فلان وفلان؟
وعذرا للاساتذة الكتاب الكبار الذين لم اذكر اسمائهم.
رابعا- صحفي او صحفية
الصحفي ببساطة من يصنع الخبر او من يسوقه بطريقة مهنية وبضوابط معينة يعرفها الصحفيين الحقيقيين، اما ان تأتي وسيلة اعلام يؤسسها شخص لا يملك من المؤهلات الا امتلاكه للمال ويعين في هذه الوسيلة بنات جميلات اقرب الى الفاشينستات لا يفقهن مجرد طريقة كتابة الخبر فهذه الكارثة بعينها، لان مهنة الصحافة تحولت من قيمة اساسها المصداقية الى تجارة اسست على قاعدة السمسرة.
وهذه مناسبة اعلن فيها بصحة اجراء نقيب الصحفيين الزميل مؤيد اللامي بعدم منح الهوية الصحفية الا بعد عبور الاختبار.
على مدى اكثر من ٢٢ عاما عملت مع صحفيين حقيقيين بكل معنى الكلمة مثل حافظ الراوي وزيد الحديثي وابا الحارث وحيدر حمادة وكاظم العطواني والمرحوم علاء حسن وهدى جاسم ونصير العلي وعمر المشهداني وعبد الهادي مهودر وصلاح النصراوي واحمد جواد وعلي جواد وعلاء الطائي وهادي العصامي وضياء الشريفي ممن كنا متفقين على ان العمل الصحفي يسير في هذا المسار الصحيح فقط وليس غيره. بدليل اننا صمدنا في هذا العمل ولن نتغير بعكس الطارئين الذين سقطوا جميعا.
وعذرا ايضا للزملاء والاساتذة الذين لم اذكر اسمائهم.