
المدى/خاص
كشف رئيس مجلس محافظة ديالى، عمر الكروي، الأربعاء، عن توجيه ثلاث خطوات مباشرة للحفاظ على بيئة الأنهار في المحافظة، مشيراً إلى أهميتها الكبيرة كمصدر حياة لمئات الآلاف من السكان، فيما حذر خبراء بيئيون من مخاطر التلوث المستمر على الصحة العامة والبيئة، داعين إلى حلول أكثر شمولية.
وقال الكروي في حديث تابعته (المدى)، إن “الأنهار الرئيسية في ديالى، مثل نهري ديالى وخريسان، تغذي المدن والقرى والقصبات المترامية، ويجب الحفاظ على نظافتها وعدم تلويثها عبر الصلاحيات المتاحة للمجلس”.
وأوضح أن “التوجيهات الثلاثة التي أقرها المجلس تتضمن اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يلوث الأنهار عبر رمي النفايات أو مياه الصرف، إضافة إلى إمكانية بناء أسوار حول بعض الأنهار داخل الأحياء القريبة من القرى لمنع التلوث، وإطلاق ندوات توعوية على مستوى المحافظة لتثقيف الرأي العام بخطورة تلويث المياه وإمكانية تسببها في العديد من الأمراض”.
وأشار الكروي إلى أن “هناك قلقاً من تجاوزات كبيرة على الأنهار الرئيسية، وسيُعقد اجتماع مهم مع الجهات التنفيذية لرفع هذه التجاوزات والحفاظ على بيئة الأنهار”، مبيناً أن “المجلس يولي الملف البيئي أهمية خاصة، لأنه يرتبط بشكل مباشر بصحة السكان ومعيشتهم اليومية”.
وخلال السنوات الماضية، عانت محافظة ديالى من ارتفاع معدلات تلوث مياه الأنهار الرئيسية، خاصة نهري ديالى وخريسان، اللذين يشكلان شريان الحياة للمحافظة، إذ تعتمد عليهما الزراعة والمياه الصالحة للشرب والصناعة.
من جانبه، أكد الخبير البيئي محمد علي في حديث لـ(المدى)، أن “تلوث أنهار ديالى وصل إلى مستويات مقلقة للغاية، وهو لا يقتصر فقط على تغير لون المياه أو انبعاث الروائح الكريهة، بل يتعداه إلى تهديد صحة السكان بشكل مباشر”.
وأضاف أن “التقارير الميدانية تشير إلى انتشار أمراض معوية وجلدية بين سكان القرى المطلة على الأنهار، نتيجة استخدام مياه ملوثة في الاستهلاك اليومي، فضلاً عن انعكاس التلوث على القطاع الزراعي الذي يعتمد على الري من هذه الأنهار”.
وأوضح علي أن “المشكلة الكبرى تكمن في غياب محطات معالجة مياه الصرف الصحي الفعالة، إذ يتم تصريف كميات كبيرة من المياه الملوثة مباشرة إلى الأنهار دون معالجة، ما يؤدي إلى تراكم الملوثات الكيمياوية والعضوية”.
واقترح الخبير البيئي جملة حلول عاجلة للحد من تفاقم الأزمة، أبرزها “إطلاق مشاريع حكومية عاجلة لإنشاء محطات معالجة حديثة، وتغليظ العقوبات على المخالفين ممن يلقون النفايات في الأنهار، إضافة إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في حملات التوعية البيئية”.
كما شدد على أهمية “اعتماد خطط استراتيجية طويلة الأمد تتضمن تطوير شبكات الصرف الصحي في المدن والقرى، والتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية في وضع آليات للمراقبة المستمرة لنوعية المياه”.
يؤكد خبراء أن حماية الأنهار في ديالى مسؤولية مشتركة بين الحكومة المحلية والمواطنين، إذ لا يمكن لأي إجراءات رسمية أن تنجح من دون التزام مجتمعي بعدم تلويث المياه.