
(صديق زائف داخل الخيمة أخطر من ألف عدو خارجها)، هذا ما فاجأنا به مدرب منتخبنا الوطني كارلوس كيروش على حسابه في أنستجرام، وللعلم لست مندهشة أبدا مما فعله وسوف يفعله كيروش مستقبلا لأنني أعرف فلسفة عمل الرجل جيدا منذ تولى القيادة الفنية لمنتخب مصر( والذي لولا الحظ العاثر في ركلات الترجيح أمام السنغال مرتين لكان وصل بالفراعنة إلى نهائيات كأس العالم وحقق لقب كأس أمم أفريقيا).
كيروش مدرب منتخبات جيد جدا يمتلك من الخبرات الكثير وخاصة فيما يتعلق بعملية البناء، فلديه القدرة على اختيار أفضل العناصر وتأسيس منتخب متميز، ولكن وفق رؤيته الخاصة، ومن خلال إعطائه كامل المساحة وحرية اتخاذ القرار، وهذا أمر صحي لا يختلف عليه اثنان، فالشخصية القوية للمدرب هي السبب الأول لنجاحاته وإنجازاته، ولكن كيروش ليس كمن سبقه من المدربين، لأنه وببساطة ذكي جدا في لفت الأنظار بعيدا عنه، وفي تضخيم أية سلبيات في بيئة عمله، ومن الطبيعي أن أية بيئة عمل فيها سلبيات حتى في أعتى الإدارات سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.
ولمن لم ينتبه، فقد بدأ كيروش تلك السياسة منذ أول ظهور إعلامي له، حين قص علينا في لقائه الأول بالإعلام قصته مع الشيف الكبير في الفندق الفخم حيث سأله كيف تصنع طبقا من الأومليت بدون بيض؟، والرجل هنا جس نبضنا مبكرا جدا وحاول منذ اللحظة الأولى أن يظهرنا ( كمنظومة كروية)، بلا أنياب بل بلا أساسيات، وكأنه يريد أن يثبت لنا أننا ننسج خيوط حلم التأهل للمونديال من مخيلتنا، وأن الواقع معنا لا يمكن أن يمنحنا التفكير في تحقيق الحلم، وكأنه نسي أنه تسلم منتخبا متأهلا إلى الملحق وهذا في حد ذاته إنجاز، كما أنه نسي أن لقاءي الملحق أمام شقيقين خليجيين، سبق وأن تفوقنا عليهما بالأمس القريب في كأس الخليج السادسة والعشرين بالكويت وصعدنا إلى المباراة النهائية، كما أننا في المرحلة الحاسمة من تصفيات مونديال قطر قدمنا أداء جيدا جدا، في مجموعة صعد 3 منتخبات منها إلى المونديال( اليابان، أستراليا، والسعودية)، وحققنا الفوز الأول على المنتخب الياباني في عقر داره، وفصلتنا نقطة واحدة عن الملحق، بنفس هذه الأسماء.
كيروش قبل أن يتولى قيادة منتخبنا، أجزم بأنه لم يكن يعرف شيئا عن الكرة العمانية، أضف إلى ذلك أن بطولة صلالة الودية أعطته انطباعا بأن كرتنا تعاني كثيرا، خاصة إذا كان هذا مستوى اللاعبين الأفضل في سلطنة عمان، وهذا ما قلته علنا للرجل خلال مؤتمر تقديمه، نعم دورينا ليس بالقوي، ولكننا نمتلك من المواهب الكثير، وأفضل من بعض منتخبات الجوار، ونحن لم نفكر أبدا في تطبيق سياسة التجنيس للاستفادة من لاعبين غير عمانيين، لأننا نمتلك الخامات الجيدة، والتي ينقصها فقط تطبيق الاحتراف بمفهومه الصحيح، وأقل شيء تفريغ اللاعبين وتحسين مستواهم المادي، فرغم أننا لا زلنا في طور الهواية نحتفظ ومنذ عقود بلقب سامبا الخليج، بسبب الخامات الطيبة المتواجدة والتي أصبحت بيئتنا للأسف طاردة لها وبدأ غيرنا في استغلالها.
نجح كيروش في بلبلة الرأي العام حين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بما نشره، وذهب كل فرد إلى محاولة تفسير من يقصد، بل وذهب البعض للتأجيج بأننا بالفعل نعاني وأن هناك من يحارب النجاح، وهذا ما أراده الرجل بحذافبره، ورسالتي للجميع: ركزوا على دعم المنتخب ولا تسمحوا لأية كلمات أن تؤثر في هدم حلم التأهل، لأنه وببساطة أصبح أسهل من أي وقت مضى، وللتذكير، فهذا المنتخب الذي وصل إلى نهائي كأس الخليج وخسر اللقب بتفاصيل صغيرة وأخطاء فردية، ذهب إلى الكويت والجميع يتوقع خروجه من الدور الأول، فأرجو تنحية كل ما يقال وسيقال جانبا، منتخبنا الآن في حاجة إلى دعم الجميع وأتمنى أن يكون الرد حاسما وحازما بأننا نثق في كل أفراد المنظومة وعلى رأسهم اللاعبين.
أخيرا.. دعوا الزبد يذهب جفاء وتمسكوا بما ينفع، اعطوا الاتحاد واللاعبين الثقة في هذه المرحلة المهمة، وليست الصعبة، فكل منكم جندي في مكانه واجب عليه أن يضع مصلحة الوطن قبل أي شيء وفوق كل اعتبار.