اربيل/ المدى
انتقد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، اليوم الجمعة، خلال اجتماع مع شيوخ ومثقفين وشخصيات من زاخو عدم تطبيق ما جاء في الدستور العراقي، مؤكداً أن هذا السبب الذي جعل العراق يعاني من أزمات متواصلة.
وقال مقر بارزاني، في بيان تلقته (المدى)، إن “بارزاني، اجتمع بإطار زيارته لمنطقة بادينان، بعد ظهر اليوم، في مدينة زاخو مع عدد من الشيوخ والمثقفين والشخصيات الإدارية في إدارة زاخو المستقلة”.
وبحسب البيان، ألقى بارزاني كلمة أكد فيها أن “زاخو هي روحنا ووجداننا، مشيراً إلى أن هذه المدينة قدّمت تضحيات كبيرة من أجل حرية كوردستان، وشاركت ببطولة في الحرب ضد إرهابيي داعش، ولذلك فإننا مدينون لها جميعاً”.
وأضاف بارزاني: “من واجبنا أن نخدم زاخو وكردستان كلها دون تمييز. صحيح أن زاخو شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الخدمات”.
وشدد بارزاني على أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني يؤمن إيماناً راسخاً بالانتخابات ويريد أن يقرر الشعب مصيره بيده”، موضحاً أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني كان دائماً في المقدمة في جميع الانتخابات، وأن انتخابات مجلس النواب العراقي المقبلة ستكون فرصة لإظهار قوة الحزب أمام جميع الأطراف”.
وتابع: “أريد أن يعرف الجميع أن المؤامرة ضد كردستان ما زالت مستمرة، وإذا كانت الهجمات في الماضي عسكرية، فإنها اليوم تُمارس بوسائل جديدة؛ عبر نشر المخدرات والإحباط واليأس بين الناس، وقطع الرواتب، وإضعاف الانتماء الوطني، ومحاولات تجويع المواطنين. لذلك تقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية التصدي لهذه المخططات ومنع تدمير معنويات المجتمع الكوردستاني”.
وعن الوضع السياسي والإداري في العراق، أوضح بارزاني أنه “في عام 2002، وخلال مؤتمر المعارضة العراقية في لندن، تم الاتفاق على ثلاثة مبادئ أساسية هي: الشراكة والتوازن والتوافق في إدارة العراق، لكن للأسف لم يتم الالتزام بها”.
وزاد بالقول: “رغم إعداد دستور دائم للعراق وموافقة الشعب عليه، إلا أن هذا الدستور لم يُطبّق كما يجب، ولهذا السبب يعاني العراق من أزمات متواصلة، وإذا لم تلتزم الدولة العراقية بهذه المبادئ الثلاثة، فلن تُحلّ مشكلات البلاد، لأن التاريخ أثبت أن أي طرف واحد لا يمكنه حكم العراق بمفرده”.
وأكد بارزاني أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني ملتزم تجاه شعبه، وتجاه دماء الشهداء ودموع أمهاتهم، وتجاه نضال وتضحيات قوات البيشمركة”، مبيناً أن “الحزب يعمل من أجل حاضر ومستقبل هذا الشعب، ليس فقط في الميدانين السياسي والعسكري، بل أيضاً في مجالات الإعمار وتعزيز البنية الاقتصادية، وتطوير قطاعات الصحة والتعليم والطرق والمياه والكهرباء والزراعة والخدمات”.
كما تطرق بارزاني إلى أهمية ثقافة التعايش في كردستان، قائلاً إن “كوردستان وطن لجميع مكوناتها، ويجب الحفاظ على هذه الثقافة الغنية”.
واستشهد بقصة تاريخية من زمن أنفال البارزانيين، عندما أُلقي القبض على مجموعة من أهالي قرية مسيحية آشورية مع مجموعة من البارزانيين، فخاطبهم أحد ضباط الحملة قائلاً “إنهم مسيحيون ويمكن إطلاق سراحهم، لكنهم أجابوا: نحن أيضاً بارزانيون ومصيرنا واحد مع البارزانيين، فتم أنفالهم مع البارزانيين”.
وفي ختام كلمته، عبّر بارزاني عن تفاؤله قائلاً: “لدينا أمل كبير في استمرار دعم شعبنا، ويجب أن تكون كردستان إقليماً واحداً، وبرلماناً واحداً، وحكومة واحدة، وقوة بيشمركة موحدة”.